" غرباء في الوطن "
خبرني يا عراق انحن الغرباء
ام انت .. ايها الغارق بالدماء
من الغريب ومن هم الدخللاء
ابناءك المشردين بين الدول والاصقاع ..
صغارا وكبارا لم يرحموا ..
لم يرحموا طفلاً او شيخاً او نساء
كل فئات الشعب ركبت قطار الرحيل ..
الى اين .. لا ندري
الى اين المفر يا عراق ..
هي رحلة ليس لها انتهاء
تسير الخطى للامام ..
والعيون ناظرةً للوراء
انت بالقلب والعين وانت الام والاب ..
والاغلى من الابناء
بعدك يا عراق من ذا يأويني ..
ومن ذا غيرك يطيب العيش فيه والبقاء
واجد فيه الصفاء
او الراحة او يحلو بين جنبية البقاء
حتى كفني ابى الا ترابك ايها الصامد ..
بزمن الذلة والضعف والرياء
*
كلنا يعرف من هوؤلاء الدخلاء
ومن الخونة ومن هم العملاء
في زمن الخيانة ابيح هدر الدماء
أصبحت بعض الوجوه والجباه ..
تسابق لان تركع وتقبل الحذاء
من اتى بالمحتل والغرباء
واتخذوا من الدين راداء
الحاقدين على العراق قد عاثوا فيه ..
ودنسوا حتى حرمة العمائم السوداء
من اتى بالذئاب لتأكل لحم البسطاء
ومن يقرع كوؤس الخيانة بالدماء
جرائمهم واكاذيبهم وحرقهم للمصاحف ..
والمساجد العصماء
كيف ينكرها اولئلك السفهاء
صرخة حق مع كل تكبيرة تطرق ابواب السماء
تستغيث بالله المنتقم الجبار ..
صرخة طهرتها الدموع وتزايدها صبرا ونقاء
*
امشي ببغداد كأني غريباً ..
لا اعرفها ولا تعرفني ..
لم تعد كما هي قبل سنين ..
ارى الخراب والدمار يحاصريني ..
اينما مشيت او نزلت سواد وبكاء
حتى كاد قلبي ينكرني ..
اينما التفت جرحً يئن ويقهرني ..
تعتصر نفسي الماً ياعراق فخبرني ..
هل انت هذا ام ..
انا امشي بصحراء
ارني غريب وانا امشي بشوارعي ..
المتعبه من الحروب والنيران ..
ليت الموت آتاني ولم اراك كعجوزا يعاني ..
*
ماذا جلبت لنا الديمقراطية والحرب النكراء
غير الخراب والدمار والشتات في العراء
ماذا اقول والكلمات تغتنق في فمي ..
والعيون غرقت ببحور الدماء
احس اني احتضر وما عدت ارى النور ..
اقدامي ما عاد تحملني او كلماتي تسعفني ..
فالدموع والحسرة والدهشة تأسرني ..
موت وواجاع وجروح ودماء
هل هذا كابوس او اغماءة ..
من اين ومتى جاء
نسأل العلي العظيم الفرج والصبر ..
على هذا البلاء
.. مع أطيب تحياتي
" غرباء في الوطن "