حقيقة لم أقف على اسم محدد لذلك الجن الذي تعددت الروايات عند العوام في المغرب أنه يسكن أجساد الناس انتقاما منهم على فعل قاموا به في الغالب ليلا فيتسل إلى أجسادهم ويقض مضجعهم فينتقم بذلك منهم.وقدسمعت الناس في المغرب يسمونه بالساكن والشخص الذي تسلل إلى جسده بالمسكون.
و الحق أن فكرة ارتباط المرض يالأرواح أو الجن، تتمثل لنا في تلك الطقوس الغريبة التي لاتزال تنتشر في كثير من الدول العربية وتعرف بأسماء مختلفة ، وقد انتقلت هذه الظاهرة. على حد دائرة المعارف الإسلامية على مايبدو من أواسط إفريقيا إلى الحبشة ثم إلى العالم الإسلامي ومثل هذه الاعتقادات في الجن الذي بتسلل أحيانا إلى الأجساد البشرية معروفة في البلاد الإسلامية في آسيا و أفريقيا حيث تطلق عليه أسماء تختلف باختلاف لهجات البلاد، فهو يعرف مثلا في مصر" بالزار" وفي نجيريا وطرابلس ب"البوري"...والحبشيون يرون أن الإله الوثني القديم صارعفريتا حقوداهكذا.
وقد تعددت الروايات عن طبيعة هذا الساكن في المغرب فمنهم من يرى أنه ذكر والأغلب يعتقدون أنه أنثى تعيش بصفة خاصة في الجداول والأنهار.وهو كائن شريركما يظنون، ومن الممكن طرده من الإجسام التي حل بها باستخدام التمائم والشعائر والطقوس الشائعة...ولهذا تقام الحفلات، ويطلق البخور،وتدق الدفوف ،وتهتز الأجسام وتنطلق التمائم ،و ينادى على الجن أو العفريت، ويطلب منه بصراحة أن يترك جسم المريضة لقاء هدايا خاصة تذهب –بطبيعة الحال – إلى جيب الكودية (الشوافة) و أعوانها.
وقد لايخرج الجن أو العفريت إن لم نجزم انه لن يخرج من اول مرة . ولهذاقد يتكرر هذا العلاج مرات عديدة، إلى أن يتم الشفاء،وتحصل الكودية على نصيب الأسد من تلك الحفلات.
والواقع ان هذه الحفلات الغريبة كانت تقام كثيرا في السنوات الماضية،لكنها الآن في طريقها إلى الزوال، خاصة بعد أن حصلت المرأة على حقوقها كفرد عامل وفعال في مجتمعاتنا الحديثة ، إذ إن الدافع لإقامة هذه الطقوس أساسا كان يرجع إلى عوامل نفسية كالاكتآب والعصبية وبعض الاضطرابات العاطفية والأمراض العقلية غير الخطيرة،وذلك يرجع إلى كبتها في البيت وعدم المشاركة في الانشطة الاجتماعية التي قد تُنَفس عنها بعض معاناتها،ومن هنا لجأت النساء إلى الادعاء بأمراض فد تكون وهمية،وقد تكون حقيقية، عَلَّها تحظى بنشاط فيه من الحركات و الظواهر الغريبة مايفرج كربها ، ويفرغ شحناتها المكبوتة وهي التي أفرغتها في الأنشطة الحالية أو العصرية.
لكن ذلك الجن الساكن يرجع في الواقع إلى اعتقاد خاطئ، وقد تشفى النساء من امراضها النفسية أو العاطفية، لكن طقوس إخراج الساكن لايمكن أن تشفي من الأمراض العضوية
الكاتب : ذ.ع.العمراني الاسم في المنتدى : trydna